|

أسباب عدم التوازن في العلاقات

أسباب عدم التوازن في العلاقات
لماذا تشعر بعدم التوازن في علاقاتك؟


كثيرًا ما نتساءل:
“لماذا لا أشعر بالأمان في علاقاتي؟”
“لماذا أُستنزف؟ لماذا أُرفض؟ لماذا أعاني؟”
لكن نادرًا ما ننظر إلى الداخل… حيث تبدأ كل الإجابات.

في هذا المقال، نكشف بعض الأسباب الجوهرية التي قد تخلق حالة من عدم التوازن في العلاقات.
كن شجاعًا في التأمل. هذه ليست دعوة للوم الذات، بل لفهمها… بصدق.

1️⃣ طاقة الاحتياج: عندما تُشعّ من داخلك

حين تكون في حالة دائمة من الاحتياج العاطفي، فإنك ترسل طاقة تُشعر الآخرين بالثقل.
بعضهم يبتعد دون سبب واضح.
والبعض الآخر… يستغل هذه الحاجة ثم يختفي.

الشخص الذي يعيش في هذه الطاقة:

  • يفتقر للثقة في قراراته
  • يتردد باستمرار
  • يعيش مشاعر الخوف، الغضب، والضغينة
  • يشعر بالفراغ رغم كثرة العلاقات

هذه الطاقة لا تُخفى، بل تُشعر.
وهي تُربك توازن العلاقات، لأنك تعتمد على الآخر لملء ما لا تستطيع منحه لنفسك.

2️⃣ عدم الراحة في الاستقبال: العطاء أسهل من التلقّي

الكثيرون منّا يجيدون العطاء… لكنهم لا يُتقنون فن التلقّي.
حين يُعرض عليك شيء جميل، تشكّ فيه.
حين يُقال لك “أنت تستحق”، تشعر أن هناك خطأ ما.

  • تبرّر رفضك بـ: “مش لازم، والله عيب”
  • تشعر بالحرج أو الذنب إن لم تعطي مقابلًا
  • أحيانًا… ترفض اللطف لأنك لم تعتد عليه

التوازن في العلاقات لا يكتمل بدون أخذ وعطاء.
تعلم كيف تستقبل كما تُعطي، فذلك ليس ضعفًا… بل نضج.

3️⃣ “أبو العرّيف”: عندما يسيطر الإيجو

أنت دائمًا على حق.
تعرف كل شيء.
ترى نفسك القائد وصاحب الحلول.
لكن خلف هذه الصورة… يقف “الإيجو”.

  • لا يعترف بالجهل
  • لا يحتمل الخطأ
  • يتدخّل في كل شيء
  • يشعر أن غيابه = فوضى

هذه الصفات تُرهق العلاقة، وتمنع وجود توازن صحي.
لا أحد يملك كل الإجابات.
أحيانًا، الصمت والاحترام أبلغ من الحلول الجاهزة.

4️⃣ الرغبة في التحكّم: وهم الأمان

حين تشعر بعدم الأمان داخليًا،
تبدأ بمحاولة التحكم بكل شيء خارجيًا.
تحاول السيطرة على الشريك، على الأحداث، على التفاصيل الصغيرة.

  • تُضخّم الأمور
  • تعيش في توتر دائم
  • لا ترتاح إلا إذا كنت “تتحكم”

لكن الحقيقة؟
الأمان لا يأتي من السيطرة، بل من الثقة.
ومن إدراكك أنك مهما سيطرت، لا يمكنك أن تتحكم بالحياة.



5️⃣ الجذب السلبي: حمل مشاكل الآخرين كأنها مشكلتك

أنت تتعاطف… أكثر من اللازم.
تدخل في مشاكل غيرك وكأنها مشكلتك.
تتألم، تقلق، وتبذل كل طاقتك، بينما الآخر قد لا يكون بنفس العمق أو الانفعال.

  • تأخذ الأمور على محمل الجد
  • تشعر أنك المسؤول عن الحل
  • تعاني من ضغط لا يخصّك

هذا الاستنزاف العاطفي يسرق منك السلام، ويضعك في علاقات غير متوازنة.



🛑 ملاحظة مهمة: عليك بنفسك أولًا

هذا المقال ليس دعوة لتشخيص شريكك أو نقده.
لا تُسقط هذه الصفات على من تحب.
بل استخدمها كمرآة… لنفسك.

✨ يمكنك مشاركة الأفكار معه، من باب النقاش، لا الاتهام.
✨ لا أحد يستطيع تغيير أحد.
✨ التغيير الحقيقي يبدأ من داخلك فقط.

للتأمل

ما الصفة التي شعرت أنها تُشبهك؟
ما الذي تُخفيه تحت رغبة السيطرة، أو حاجتك للقبول؟
كن صادقًا، فالصراحة مع الذات هي أول طريق الشفاء.

Similar Posts

  • |

    علاقة الصدمة

    علاقة الصدمة١٢ علامة تدل على أنك تعيش علاقة صدمة بعض العلاقات تكون متعبة لدرجة إنها تتحوّل إلى دوامة نفسية…مش لأن الطرف الآخر سيء فقط،بل لأنك تعيش نوع من التعلّق المرضي نتيجة لدائرة من الألم والحنان المتقطّع.هاي هي علاقة الصدمة: الحب ممزوج بالخوف، والاهتمام متبوع بالإساءة. فيما يلي شرح مفصّل لكل علامة من علامات هذا النوع…

  • |

    لماذا نركض دون أن نعرف السبب؟

    لماذا نُلاحق أشياء لا نعرف لماذا نُريدها؟ لحظة صدق مع الذات هل حدث أن لاحقت شيئًا بكل حماسك،ثم عندما حصلت عليه… لم تشعر بالرضا الذي كنت تتوقّعه؟هل وجدت نفسك تتّخذ قرارات سريعة، فقط لأن شيئًا ما شدّك؟هل شعرت أن حياتك أحيانًا تمتلئ بالحركة… لكن بلا اتجاه داخلي واضح؟ هذا المقال هو دعوة للتوقّف، للإنصات، وللاختبار…

  • |

    هل تشتري الحبّ؟

    علامات واضحة تحتاج وعيًاهل تشتري الحبّ دون أن تدري؟ الحبّ ليس شيئًا يُشترى،لكنه أحيانًا يتحوّل – بدون وعي – إلى صفقة مشاعر يدفع فيها أحد الطرفين الكثير…في سبيل أن يُحَبّ، أو يُقبل، أو يشعر بأنه “كافٍ”. إذا وجدت نفسك دائمًا تبذل أكثر مما تأخذ،وإذا شعرت بأنك تحاول كسب الحبّ بدلاً من أن تعيشه…فربما حان وقت…

  • |

    العلاقة الأولى

    العلاقة الأولىالأساس الذي تُبنى عليه كل العلاقات في خضمّ سعينا لبناء علاقات ناجحة مع الآخرين، كثيرًا ما نُغفل عن العلاقة الأهم، العلاقة التي تُشكّل الجذر لكل ما يأتي بعدها: علاقتنا مع أنفسنا! هذه العلاقة ليست رفاهية.ليست موضوعًا للتنمية الذاتية فقط،بل هي الأساس النفسي والعاطفي الذي يُحدّد كيف نحب، كيف نتفاعل، وكيف نسمح للآخرين بأن يعاملونا….

  • |

    احترام الذات والانضباط

    احترام الذاتالثمرة الناضجة للانضباط الداخلي نسمع كثيرًا عن أهمية “احترام الذات”،لكن قلّما نُدرك أن هذا الاحترام ليس شعورًا لحظيًا، ولا مجرّد كلمات إيجابية نردّدها أمام المرآة،بل هو ثمرة عميقة… لا تنمو إلا في تربة الانضباط الذاتي. “الشعور بالكرامة لا يأتي من الخارج، بل من قدرتك على قول: لا.” لا لما يُقلّلك. لا لما يُؤذيك. لا…

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *